معركة أنقرة معركة رهيبة حصلت بين القائد التتري تيمورلنك وبين السلطان العثماني بايزيد الأول.مقدمات المعركة
ررحل تيمورلنك عن بغداد بعد أن دمرها وامعن السلب والنهب فيها وسار حتى نزل قراباغ بعد أن جعلها دكاً خراباً، ثم كتب إلى بايزيد الأول
أن يخرج السلطان أحمد بن أويس وقرا يوسف من ممالك الروم وإلا قصده وأنزل
به ما نزل بغيره. فرد أبو يزيد جوابه بلفظ خشن إلى الغاية وقص لحية مندوب
تيمور وارسل اليه رساله مهينة وقال انه يعرف ان هذا القول يدفع تيمورلنك
إلى مهاجمه بلادة فان لم يفعل تكون زوجاته مطلقات؛مما اثار تيمورلنك بشدة. فسار تيمور إلى نحوه. فحشد بايزيد الأول.جيوشه من المسلمين الترك والنصارى الصرب (مرتزقة) وطوائف التتر في مدينة بورصة عاصمة آسيا الوسطى. فلما تكامل جيشه سار لحربه. فأرسل تيمور جواسيسه قبل وصوله إلى التتار الذين معبايزيد الأول
يقول لهم: نحن جنس واحد، وهؤلاء تركمان ندفعهم من بيننا، ويكون لكم الروم
عوضهم.فانخدعوا له وواعدوه أنهم عند اللقاء يكونون معه. إذ لابد انهم
ادركو ان ولاءهم لابد ان يكون لتيمور وكما أنهم عرفوا كيف يكافئ تيمورلنك قادته.الطريق إلى المعركة
وسار بايزيد الأول بعساكره على أنه يلقى تيمور خارج سيواس تاركا معسكره الحصين بالقرب من أنقره ،يريد ان يرده ـيمورلنك عن عبور أراض دولته.لان بايزيد الأولكان لا يطيق ان يترك تيمور لنك يسير في اراضي دولته ويتركه يعن السلب والنهب في مدنه. كما أنه كان يخشى من ثورة الاقاليم المسيحية في البلقان إذا هو اطال الغياب عنها. فسلك تيمورلنك طريقا غير الطريق الذي سلكه بايزيد الأولو اختار الطريق الأطول، ومشى في أرض غير مسلوكة، ودخل بلاد ابن عثمان، ونزل بمعسكر بايزيد الأول بالقرب من أنقرة وضرب الحصار حولها. فلم يشعر بايزيد الأول
إلا وقد نهبت بلاده، فقامت قيامته وكر راجعاً، وقد بلغ منه ومن عسكره
التعب مبلغاً أوهن قواهم، وكلت خيولهم، وهلكو من العطش والانهاك مما جعل
موقف الجيش التركي باعثا على اليأس " لقد خسرو المعركة قيل ان تبدأ".أعداد الجيشينمال الكثير من المؤرخين إلى الافراط في أعداد المقاتلين من الجيشين ،فيذكر
العالم جروسيه ان حوالي مليون مقاتل اشتركو في المعركة. ويذكر شيتلتبرجر
الذي عاصر هزيمة المسيحين في نيقوبوليس وانتقل إلى خدمة الاتراك ان جيش بايزيد الأول
كان حوالي مليون واربعمائة الف مقاتل وان تيمور لنك كان يفوقه بمائتي الف
مقاتل وأكثر الارقام اعتدالا هي حوالي 200 الف لكل من الجانبين ويستند
اصحاب هذا الراي إلى ان القوات التي تزيد عن هذة الارقام لا يمكنها التحرك
بسهولة عبر الاناضول بالسهولة التي تحرك بها الجيشينالمعركةالتقى الجيشان في شمال شرقي مدينة انقرة في سهل شيبو كاد ولم يجرؤ بايزيد
على الإنتظار حتى يأخذ الجيش راحته والحصول على الماء فاسند قيادة الجناح
الايمن إلى صهره الصربي لازاروفك وفرسانه ثقيلي العدة والجناح الايسر إلى
ابنه سليمان على راس قوات من مقدونيا وآسيا الصغرى. اما في القلب فقاد
بايزيد الأول بنفسه قواته من الانكشارية والسيباهي.و وضع
بايزيد الأولبعض الفرسان في الاحتياط. وفي صبيحة يوم 20 يوليو 1402 دقت طبول الجيشين
معلنة بداية القتال واستمرت محتدمة إلى الغسق.و كان بجيش تيمورلنك حوالي
30 فيلا من الهند بالصفوف الامامية واستعمل الفريقان
النيران الاغريقية.
خيانة التتارفلما بدأ القتال كان أول بلاء نزل ببايزيد الأول مخامرة التتار بأسرها عليه، وكان أول من غادر أرض المعركة هم الساروخان والايدين والمنلشيا والكيرميان. ولو اكتفوا بالهروب من جيش بايزيد الأول
لما كانت الخسارة فادحة ولكن الذي زاد من فداحة الامر هو استمرارهم في
القتال مع جيش تيمور لنك وهاجمو الجناح الأيسر للجيش التركي من الخلف الذي
كان يقوده سليمان بن بايزيد الأولو كانت جيوش تيمرلنك تسدد الضربات القاسية إلى ذلك الجناح من الامام.
فرار سليمان بن بايزيد الأولفي نفس الوقت تقدم الفرسان الصرب ثقيليى العدة بقيادة لازاروفيك إلى الامام لمواجهة العدو فارسل بايزيد الأول يحذرهم من التقدم خوفا من أن يطوقهم العدو وعندما علم لازاروفيك بحرج موقف سليمان بن بايزيد الأول ارسل اليه فرسانه من اجل تامين انسحاب ابن السلطان الذي رجع عن أبيه عائداً إلى مدينة بورصة بباقي عسكره مهزوما، فلم يبق في القتال الا قلب الجيش التركي بقيادة بايزيد الأول في نحو خمسة آلاف فارس من الانكشارية والسيباهي، فثبت بهم حتى أحاطت به عساكر تيمورلنك،
وصدمهم صدمة هائلة بالسيوف والأطبار حتى أفنوا من التمرية أضعافهم. وآستمر
القتال بينهم من ضحى يوم الأربعاء إلى العصرو عند الغروب ادرك بايزيد الأول
عبث المقاومة فاراد الهروب إلا أن فرسة اصيب اصابة قاتلة فوقع في الاسر
على نحو ميل من مدينة أنقرة، في يوم الأربعاء سابع عشرين ذي الحجة سنة
أربع وثمانمائة (27\ذي الحجة\804هـ) بعد أن قتل غالب عسكره بالعطش. فإن
الوقت كان في شهر تموز.
بايزيد الأول في الاسر
وصار تيمور يوقف بين يديه في كل يوم ابن عثمان طلباً ويسخر منه وينكيه
بالكلام. وجلس تيمور مرة لمعاقرة الخمر مع أصحابه وطلب ابن عثمان طلباً
مزعجاً، فحضر وهو يرسف في قيوده وهو يرجف، فأجلسه بين يديه وأخذ يحادثه،
ثم وقف تيمور وسقاه من يد جواريه اللاتي أسرهن تيمور، ثم أعاده إلى محبسه.
ثم شتا تيمور في معاملة منتشا وعمل الحيلة في قتل التتار الذين أتوه من
عسكر ابن عثمان حتى أفناهم عن آخرهم.
مطاردة سليمانارسل تيمورلنك قوة لتعقب سليمان الذي فر بجزء من كنوز ابيه ولكن عندما وصل جيش تيمورلنك إلى مدين بورصة كان سليمان قد غادرها لذا اكتفى تيمورلنك باحراق ونهب تلك المدينة التجارية الكبرى وانتشرت قوات تيمورلنك في مناطق الاناضول تمعن فيها السلب والنهب