بسم الله الرحمن الرحيم
معركة بزاخة ، بزاخة هي ماء لطيئ بأرض نجد، كانت فيها وقعة عظيمة أيام أبو بكر الصديق حيث انتصر خالد بن الوليد في حروب الردة على طليحة بن خويلد الأَسدي. وعبئ خالد جيشه، والتقى مع طليحة الأسدي ببزاخة ووقفت أحياء كثيرة من الأعراب ينظرون على من تكون الدائرة، وجاء طليحة فيمن معه من قومه، ومن التف معهم وانضاف إليهم، وقد حضر معه عيينة بن حصن، في سبعمائة من قومه بني فزارة، واصطف الناس، وجلس طليحة ملتفاً في كساء له يتنبأ لهم، ينظر ما يوحى إليه فيما يزعم، وجعل عيينة يقاتل، حتى إذا ضجر من القتال جاء إلى طليحة وهو ملتف في كسائه وقال له: أجاءك جبريل؟ فيقول: لا، فيرجع فيقاتل، ثم يرجع فيقول له مثل ذلك، ويرد عليه مثل ذلك، فلما كان في الثالثة قال له: هل جاءك جبريل؟ قال: نعم، قال: فما قال لك؟ قال: قال لي: إن لك رحا كرحاه، وحديثاً لا تنساه، قال يقول عيينة: أظن أن قد علم الله سيكون لك حديثاً لا تنساه، ثم قال: يابني فزارة انصرفوا، وانهزم، وانهزم الناس عن طليحة، فلما جاءه المسلمون، ركب على فرس كان قد أعدها له، وأركب امرأته النّوار على بعير له، ثم انهزم بها إلى الشام وتفرق جمعه، وقد قتل الله طائفة ممن كان معه